2000 خرق إسرائيلي للسيادة اللبنانية سنوياً والمقاومة تنتظر “المواجهة”
تشكّل السيادة اللبنانية مسرحاً للخروقات الإسرائيلية بشكل يوميّ، عبر الجو في معظم الأحيان، وعبر البر والبحر أحياناً، وفي سمائنا لا تكتفي الطائرات الإسرائيلية بتنفيذ طلعات استكشافية أو غارات وهمية، بل بات العدو يعتبرها “ممرّاً” لصواريخه باتّجاه سوريا، وهذا تماماً ما حصل مؤخراً عند استهداف منطقة مصياف السورية.
2000 خرق سنويّاً
تكشف مصادر مطّلعة أن الخروقات الإسرائيلية، للجو والبر والبحر، تبلغ سنوياً حوالي 2000 خرق، أي بمعدّل 5 خروقات يومياً، وللخروقات الجوية النسبة الأكبر منها، مشيرة عبر “أحوال” إلى أن كل الخروقات يتم توثيقها من قبل الجيش اللبناني، وقوات اليونيفيل الدولية، ويتم إخطار وزارة الخارجية بها لإجراء المقتضى دولياً، ولكن طبعاً دون أي نتيجة تُذكر.
وتضيف المصادر: “كل خرق إسرائيلي هو اعتداء صارخ على السيادة اللبنانية، ويجب التعامل معه على هذا الأساس، ولكن ضمن قدرات الجيش اللبناني، الذي لا يوفّر جهداً في الدفاع عن لبنان، ولكن كما يُقال، العين بصيرة واليد قصيرة، والجيش لا يمتلك قدرات الدفاع الجوي بوجه الطائرات الإسرائيلية الحربية المتطوّرة، فالأمر لم يعد كما السابق، عندما كان بالإمكان مواجهة الطائرات بالمضادات الأرضية البسيطة، وهذا ما يحتّم على الدولة والمسؤولين أن يسارعوا بتجهيز الجيش بما يمكّنه من القيام بواجبه في هذه المواجهة”.
وتشير المصادر إلى أن وتيرة الخروقات الإسرائيلية عام 2020 ارتفعت، بحيث هناك أشهر تسجّل عدداً من الخروقات يزيد عن 150، مع الإشارة إلى أن طائرات الإستطلاع الإسرائيلية لا تغادر الأجواء اللبنانية طيلة اليوم، على مدار السنة، مشدّدة على أن الطائرات الحربية لا تكتفي بالطلعات فوق مناطق محدّدة، بل تجري طيرانها فوق كل الأراضي اللبنانية من جنوبه إلى شماله، وهذا أمر سمعه اللبنانيون على مساحة لبنان.
سبل المواجهة محدودة والشكوى لا تنفع
بعد أن تتبلّغ وزارة الخارجية بالخروقات من قيادة الجيش، ترفع توجيهاً لفريق لبنان في الأمم المتحدة، ليرفع بدوره “شكوى”، إلى المنظمة، التي بدورها ترفع تقريراً عن هذه الخروقات إلى مجلس الأمن الدولي في سياق متابعة تنفيذ القرار 1701، ولكن وبحسب مصادر وزارة الخارجية اللبنانية، فإن هذه الشكاوى لا تدفع الأمم المتحدة لتغيير الواقع، والفائدة منها تتمثّل في تضمنّها رسالة واضحة بشكل دائم تنص على أن للبنان الحق بالدفاع عن نفسه وسيادته بوجه الخروقات، ولكي تعلم دول المنظمة حجم الخطر الذي يمثله العدو الإسرائيلي.
المقاومة تعمل وفق مصلحة لبنان
في صيف 2019، إثر حادثة طائرات الإستطلاع الإسرائيلية في عمق الضاحية الجنوبية، أكد أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله أن المقاومة ستتعامل مع طائرات الإستطلاع بطريقة جديدة، وستعمل على استهدافها كلّما استطاعت، ووفق توقيت المقاومة ومصلحة لبنان، وهي بدأت بذلك، تقول مصادر متابعة، مشيرة عبر “أحوال” إلى أن كل طائرات الإستطلاع الإسرائيلية هي أهداف لسلاح المقاومة، ولكن الطائرات الحربية فذلك ملفّ مختلف.
تؤكد المصادر أن المقاومة لم تعلن بعد عن قدراتها في الدفاع الجوّي، وهي لن تعلن ذلك من خارج مواجهة عسكرية مع العدو الإسرائيلي، لأن عامل المفاجأة يشكل نقطة قوة للمقاومة، وهي ستحتفظ بهذه القوة إلى ان يحين الوقت المناسب، إنما هذا لا يعني أنه لا يجب على الدول اللبنانية أن تتخذ إجراءات من جهتها لأنها المعنية الأولى بحماية سيادتها، وأهمها تسليح الجيش اللبناني، معتبرة أن هذه الخروقات يجب أن تشكّل رسالة لكل من يدّعي السيادة، ولكل المتحدثين عن الحياد، فهل الحياد يعني أن نفتح سماءنا لطائرات العدو لتسرح وتمرح، وتستغل لبنان لأجل ضرب سوريا؟
تشير المصادر إلى أن ما تخفيه المقاومة في هذا الإطار يشكل عاملاً أساسياً من عوامل “الردع”، والعدو يعلم ذلك جيداً، وبالتالي فإن قيام الطائرات الإسرائيلية بالإعتداء على لبنان من الجو لن يمرّ مرور الكرام كما يجري مع الطلعات الجوّية، وعندها سيكون الرد مناسباً.